من القهوة إلى اللحوم والبرتقال رسوم ترامب الجمركية تهدد سلاسل الغذاء manshetat

يثير إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على ورادت المنتجات الزراعية البرازيلية ، حالة من القلق الشديد وسط أوساط المزارعين ومصدرى الأغذية فى البرازيل فى ظل مخاوف من خسائر اقتصادية كبيرة وتراجع حاد فى الصادرات نحو السوق الأمريكية.

تعد البرازيل أكبر مورد أجنبى للولايات المتحدة فى ثلاث سلع أساسية هي القهوة ، لحوم الأبقار وعصير البرتقال، ما يجعلها الأكثر تأثرا بأى تغيير فى الرسوم الجمركية،وفقا لصحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.

وفي ولاية ساو باولو، عبر مزارعو البن في بلدة كاكوندي عن قلقهم من فقدان القدرة التنافسية، وقال أديمار بيريرا، وهو مزارع بن من الجيل الثالث: “نواجه مستقبلاً غير واضح. البدائل غير مجدية اقتصاديًا حتى الآن”.

فيما أكدت شركة “StoneX” للوساطة في السلع أن البرازيل كانت أكبر مصدر للحوم الأبقار للولايات المتحدة بين يناير ومايو 2025، رغم وجود تعريفة حالية بنسبة 26.4% وحصة استيراد محدودة. وقالت المحللة الاقتصادية لاريسا ألفاريز إن التعريفات الجديدة “ستضعف موقع البرازيل بشكل كبير”، مضيفة أن المستهلك الأمريكي سيتحمل في النهاية كلفة ارتفاع الأسعار، خاصة مع وصول أسعار اللحوم بالفعل إلى مستويات غير مسبوقة.

من جهته، أعرب رئيس بلدية ليميرا، موريلو فيليكس، عن مخاوف من تأثير مباشر على صناعة الحمضيات الضخمة في منطقته، مشيرًا إلى أن التوترات التجارية قد تؤدي إلى “أثر متسلسل” يعصف بالقطاع.

وتُنتج البرازيل نحو 70% من عصير البرتقال المُستهلك في الولايات المتحدة، وفقًا لمعهد “سيبيا” التابع لجامعة ساو باولو، وتوقعت جمعية CitrusBR أن الرسوم الجديدة ستجعل صادرات العصير غير قابلة للاستمرار اقتصاديًا، حيث سترتفع التكلفة الجمركية للطن الواحد من 415 دولارًا إلى أكثر من 2600 دولار.

وفي سياق متصل، بدأت شركات أمريكية مستوردة، مثل “لوكاتيلي كوفي” في فلوريدا، بالبحث عن مصادر بديلة من أمريكا الوسطى وأفريقيا. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، ستيفن توماس، أن فرض رسوم بنسبة 50% سيؤدي إلى رفع أسعار القهوة بشكل ملحوظ، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على الاستهلاك الأمريكي.

وتقدمت شركة Johanna Foods، وهي مستوردة لعصير البرتقال في نيوجيرسي، بدعوى قضائية ضد الإدارة الأمريكية، محذّرة من ارتفاع محتمل في أسعار التجزئة بنسبة تتراوح بين 20% و25%.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن التوتر السياسي بين واشنطن وبرازيليا ساهم في تصعيد القرار. إذ أشار ترامب في بيانه إلى أن الرسوم تُعزى جزئيًا إلى سياسات الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا ضد سلفه اليميني جايير بولسونارو، الذي يواجه اتهامات بمحاولة قلب نتائج الانتخابات.

ورغم هذه التحركات، يؤكد محللون في بنك “رابوبانك” أن الولايات المتحدة لا تستطيع بسهولة الاستغناء عن البرازيل كمورد استراتيجي في عدة قطاعات زراعية، إلا أن التأثيرات قصيرة المدى على الأسعار والصادرات تبدو شبه مؤكدة في حال تنفيذ القرار بداية أغسطس المقبل.