الصين تطلق أول إعانات وطنية لرعاية الأطفال لوقف الانخفاض السكانى manshetat

أعلنت الصين عن أهم جهودها على المستوى المركزى لمعالجة الأزمة الديموغرافية المتفاقمة منذ السماح للأسر بإنجاب 3 أطفال، كاشفة عن برنامج وطنى لدعم رعاية الأطفال، سيوفر ما يصل إلى 10800 يوان ما يعادل 1505 دولارات لكل طفل دون سن الثالثة، جاءت هذه الخطوة وسط إلحاح متزايد لدى صانعى السياسات لوقف الانخفاض السكانى وتخفيف آثاره طويلة الأمد على النمو الاقتصادى والاستقرار الاجتماعى، بعد سنوات من الحوافز المحلية المتقطعة التى فشلت فى عكس هذا الاتجاه التنازلى.

ستقدم الصين إعانة سنوية لرعاية الأطفال قدرها 3600 يوان لكل طفل يولد فى أو بعد 1 يناير 2025، حتى يبلغ سن الثالثة بغض النظر عما إذا كان الطفل الأول أو الثانى أو الثالث، وفقا لإعلان حكومى صدر أمس الاثنين، وفقا لموقع scmp.

سيكون الأطفال المولودون قبل هذا التاريخ ولكنهم ما زالوا دون سن الثالثة مؤهلين أيضا للحصول على إعانة نسبية بناء على الأشهر المتبقية، جرّبت أكثر من 20 مقاطعة فى جميع أنحاء الصين بالفعل دعم رعاية الأطفال على مختلف المستويات المحلية، لكن هذا يمثّل أول برنامج وطنى تطبّقه الحكومة المركزية.

مولود صيني

وصرح هوانغ زيتشون، الخبير الاقتصادى الصينى فى كابيتال إيكونوميكس، فى تقرير نشر يوم الاثنين: “تمثّل هذه السياسة إنجازا هاما من حيث الإعانات المباشرة للأسر، وقد تمهّد الطريق لمزيد من التحويلات المالية فى المستقبل”، لكنه أشار أيضا إلى أن المبالغ المعنية ضئيلة جدا بحيث لا يمكن أن يكون لها تأثير على المدى القريب على معدل المواليد أو استهلاك الأسر.

انخفض عدد سكان الصين للعام الثالث على التوالى فى عام 2024، حيث انخفض إجمالى عدد السكان بمقدار 1.39 مليون نسمة ليصل إلى 1.4083 مليار نسمة.

لم تؤد عقود من التطبيق الصارم لسياسة الطفل الواحد إلى الحد من المواليد فحسب، بل أثّرت بشكل عميق على المواقف الاجتماعية والثقة فى إنجاب الأطفال، لكن فى العام الماضى، ارتفع عدد المواليد فى الصين لأول مرة منذ عام 2017، ليصل إلى 9.54 مليون مولود، بزيادة عن أدنى مستوى قياسى بلغ 9.02 مليون مولود جديد فى عام 2023 وهو أدنى مستوى منذ بدء تسجيل المواليد فى عام 1949.

ويعزى هذا الارتفاع جزئيا إلى عام التنين فى الأبراج الصينية، حيث ينتظر بعض الآباء الحمل على أمل إنجاب “طفل تنين”، بالإضافة إلى الآثار المتأخرة لسياسات الإنجاب السابقة، ومع ذلك، لم يعكس هذا التراجع الديموغرافى الأوسع فى الصين، حيث لا يزال عدد الوفيات يفوق عدد المواليد.

ويحذر الخبراء من أن الانتعاش سيكون محدودا وغير متكافئ على الأرجح، حيث لا يزال الزخم الاقتصادى البطيء، وتزايد حالة عدم اليقين، وارتفاع تكاليف الأبوة والأمومة، والمنافسة الشرسة، وعدم المساواة المتجذرة بين الجنسين، تلقى بثقلها على رغبة الأزواج فى إنجاب الأطفال.

وفقا لمقال نشرته وكالة أنباء شينخوا يوم الاثنين، “يوفر تطبيق نظام دعم رعاية الأطفال على مستوى البلاد تغطية أوسع ودعما أقوى واستدامة أكبر للسياسات وهو أمر بالغ الأهمية للأسر ذات الدخل المنخفض”.

وقد طبقت الحكومات على جميع المستويات وبعض أكبر شركات البلاد عددا من السياسات لتحفيز الأسر على إنجاب الأطفال أو لتحفيز من لديهم أطفال على إنجاب المزيد، بما فى ذلك مكافآت نقدية، وإجازة أبوية ممتدة، وإعفاءات ضريبية، ودعم الإسكان.

وحذر الخبراء من أن الصين يجب أن تستعد لانخفاض آخر فى المواليد هذا العام، حيث انخفض عدد حالات الزواج المسجلة وهو مؤشر رئيسى لاتجاهات المواليد المستقبلية بشكل حاد، فى عام 2024، سجل 6.11 مليون زوج فقط للزواج، بانخفاض قدره 20% عن عام 2023، مما يعكس الانتعاش القصير الذى شهدناه فى ذلك العام ويشير إلى رياح ديموغرافية معاكسة متجددة.