آخر تحديث.. حمم بركانية وطين بركان يثير حيرة العلماء فى تايوان فيديو

في جنوب تايوان، حيث تمتد حقول الأرز بين المعابد والطرق الريفية، تخفي الأرض سرا مدهشا ، تحت حقول قرية واندان الهادئة ظاهريًا، يتفجر شيء ما يشبه البركان تماما ولكنه ليس بركانا تقليديا، بل ظاهرة جيولوجية تبدو وكأنها من رواية خيالية، أثار حيرة العلماء ، وهو عبارة بركان طيني، عند استيقاظه، ينفث طينًا مشتعلًا وأعمدة من النار.

وتفاجأ سكان قرية  واندان ثورانًا جديدًا،  على الرغم من شيوع هذه الظاهرة – فهي تحدث مرة أو مرتين سنويًا – إلا أن هذه المرة كان الأمر مختلفًا: فقد توجت ألسنة اللهب، المرئية من على بُعد عشرات الأمتار، فقاعات الطين الخارجة من باطن الأرض. وسرعان ما جذب هذا المشهد السكان المحليين، الذين جاؤوا حاملين كاميراتهم لمشاهدة الطين الكثيف المتصاعد من الأرض، كما لو أن الأرض قررت أن تغلي من الداخل.

ثوران يمزج الطين والغاز والنار

ما يميز هذا النوع من الثوران هو تركيبه،  فعلى عكس البراكين التقليدية، التي تطرد الحمم البركانية والرماد بفعل ضغط الصهارة، تتشكل براكين الطين مثل واندان من تراكم المياه الجوفية والرواسب والغازات مثل الميثان. وعندما يصل ضغط هذه الغازات إلى حد كافٍ، تنطلق بعنف، حاملة معها الطين والمعادن.

في هذه المناسبة، بالإضافة إلى الطين، نفثت الفتحات البركانية لهبا أحمر اللون،  رغم أن الأمر قد يبدو طبيعيًا، إلا أن الحقيقة هي أن السكان المحليين هم من أجج النيران بإلقاء خرق مشتعلة على الفتحات. والغرض من ذلك مزدوج: من جهة، التخلص من غاز الميثان، وهو غاز دفيئة قوي؛ ومن جهة أخرى، تقديم مشهد بصري يُبرز الطبيعة غير العادية لهذا الحدث.

بين العلم والتقاليد

لا تقتصر براكين الطين على تايوان. فقد وثقت في مناطق متنوعة مثل بحر قزوين وإندونيسيا وسيبيريا وحتى ساحل البحر الكاريبي. ومع ذلك، تُعد حالة بركان واندان فريدة من نوعها نظرًا لتماسكه وموقعه: إذ يُمكن أن يثور في نقاط مُختلفة ضمن منطقة قطرها كيلومتر واحد تقريبًا، حتى بجوار المعابد أو في وسط قنوات الري الزراعية.

أشار الباحثون الذين يدرسون هذه الأحداث إلى أنه على الرغم من عدم وجود صلة مباشرة بالبراكين الصخرية، إلا أن براكين الطين مرتبطة بعمليات جيولوجية عميقة. في حالة تايوان، وهي جزيرة تقع في منطقة ذات نشاط تكتوني مكثف، يمكن لضغط السوائل على أعماق كبيرة أن يجد طرقًا للتسرب إلى السطح، وخاصة في مناطق الصدع.

يدفع هذا الضغط الجوفي المياه المحملة بالرواسب الدقيقة والغازات المذابة إلى الأعلى، مما يُولد خليطا لزجًا ينفجر بعنف عندما يتغلب على مقاومة الطبقات السطحية. والنتيجة هي ثوران بركاني، وإن لم يكن مدمرًا كالثوران البركاني التقليدي، إلا أنه مذهل.